الجمعة، 10 سبتمبر 2021

فاتحة :

كنت قد قمت ومنذ سنين عديدة بدراسة ميدانية تحت إسم : نحو إنقاد مستقبل أكوراي ، كدراسة مستقبلية الغرض منها ليس فقط إيجاد حلول لما تعانيه الساكنة محليا ، بل كان الهدف أكبر من كل هذا ، فما العالم اليوم إلا كقرية صغيرة المغرب حي صغير فيها ، وبالتالي فما كل مدنه إلا كدور فيه .. وبالتالي فما يمكن أن نستخلصه محليا يمكن تمديده وطنيا بل وعالميا ، مما يلزمنا كباحثين بوعي مقبول بدواليب السياسات العالمية الكبرى قبل الخوض في أي موضوع محلي أو وطني .. وبالتالي فما إستخلصناه إجمالا في بحثنا الميداني هذا بمدينة أكوراي يتلخص في : تعقد كل الإشكالات السوسيوإقتصادية ، بل وصعوبة حلها دون محاربة للفقر أولا ، ودون إعادة لتخليق الشعب ثانيا .. الحل الذي نراه كل البداية في أي إصلاح وطني ، بل وعربي إسلامي .. الحل الذي لا يمكن تنزيله لا إقتصاديا ولا إجتماعيا دون مراكز دراسات محلية لأزماتنا الحالية وكذاالقادمة ... فالدولة كما في المغرب لها برامج سوسيوإقتصادية وطنية عامة ، كما البرنامج التنموي الجديد ، لكنه لن ينجح كما نرى والله أعلم إلا بخلق هاته المراكز المحلية لتنزيله لا حسب كل جهة فقط بل حسب خصوصيات كل مدينة وكل قرية ..... ................................... ولتأتي إنتخابات 2021 م المحلية والجهوية والبرلمانية ونحن نراقب ولا نراقب ، لأننا كنا واثقين من نجاح الإستقلاليين محليا والأحرار وطنيا ، بل وواثقون كذلك من إندحار الإسلامويين .. ودون ميل منا لأي حزب لقلة المبدئيين وللأسف في كل إنتخاباتنا ، ولسيطرة إما الرشاوى بالمال أو الرشاوى بالدين ، بل وصابرون كالكثيرين على هاته النتائج لأنها وللأسف إختيار شعب .. وبالتالي ففسادنا كمجتمعات عربية وإسلامية لا يتحمله الساسة فقط بل يكمن في شره الشعوب . لكن وعلى الأقل حررتنا الإنتخابات الأخيرة من النفاق الإسلاموي ومن كل المتسلقين بالدين أو بالتدين ، رغم تمكن ذوي المال وذوي النفوذ من السلط ، وبداية تغول الفكر الواقعي والمطالب المادية ، وعلى حساب كل المقدسات وللأسف .. ولهذا فرح الكثيرون بعد هاته الإنتخابات لتخلصنا من الإسلامويين ومن كل أخطائهم ، ومن كل عيوبهم نسبيا . كما فرحوا لصعود حزب يعد بل ويطمح في حل بعض أزمتنا السوسيوإقتصادية ، ولو على المدى المتوسط . لكن بكى الكثيرون ومثلي لما آلت إليه أخلاقنا كشعب وكساسة على السواء ، ونحن أمام تسلط الرأسمال محليا ووطنيا وعالميا ، وزيادة تغول الفكر الدنيوي وإستلاب الناس ، ولو على حساب إنسانيتهم ، وعلى حساب كل كرامتهم وللأسف .. وليبتعد العديد من ذوي الكفاءات وجل المبدئيين - كما منذ سنين - عن أي نشاط سياسي أو إنتخابي ، ولحساب سيطرة الرويبضة كما أخبر بذلك رسول الله صلوات الله عليه كعلامة من علامات القيامة وآخر الزمان . والرويبضة كما قال صلوات الله عليه هو الرجل التافه يتكلم في أمر العامة .. وبالتالي فإن السياسة اليوم من العلوم المركبة بل والمعقدة ، ولن يحل مشاكلها العامة والرويبضيون وسواء أكانوا في السلطة أو في المعارضة .. لأن السياسة محتاجة اليوم - وأكثر من حاجتها لمجالس محلية وإقليمية وجهوية وبرلمانية - محتاجة لمبادئ حقة أولا ثم لمراكز محلية للمساهمة العملية في الحلول العلمية ، والبعيدة المدى ، لا الإرتجالات السياسوية التي لا زال يسقط فيها العديد من سياسيينا وأنظمتنا .. فنعم السياسة توجب الواقعية الآنية وسياسة القرب ، لكن هذا لا ينجح ولن ينجح إلا ظرفيا ، ما لم نربطها بإستراتيجيات متدافعة ضد الفساد الداخلي بكل عصابته وكذا الفساد العالمي وبكل لوبياته العالمية.. وسيبدو هذا الحل مستحيلا .. لكن تفعيله جد بسيط ، إذ يكفي : 1 . الإيمان بأنه لا مستقبل لنا دون قضاء على الفقرين : المادي والمعنوي . 2 . تخليق الساسة والشعوب للصمود المستقبلي أمام كل مخططات الهدم الحالية والقادمة . 3 . تشجيع كل العلوم العملية كحل لكل الثرثرات الفكرية والسياسية والدينية والتعليمية والسوسيوإقتصادية.. وإلا فإن أخطر مخططات الهدم العالمية تزحف اليوم - وقبل إبعادنا على كل المقدس - تزحف نحو تعميق الشره المادي فينا ، وكذا تسلط الرأسمال ، فهدم وتمزيق كل دولنا ، وسواء أقبلت التطبيع أم رفضته ، وكما تشهد بهذا العديد من الدراسات المستقبلية.. ولهذا فإن أزمتنا بمدينة أكوراي ليست أزمة مادية يكفيها رجل واحد يعرف كيف يجلب لها ميزانيات من الرباط كما قال لي السيد الوالد رحمه الله . الحل الذي نرى اليوم كل المغرب يزحف نحوه وهو يصوت لصاحب الحلول الإقتصادية ، والذي نرجو من الله تعالى أن يوفقه في كل مسؤولياته ، لأنها فعلا بداية الحل : لكنها ليست كل الحل .. والأزمة أعمق ، بل وأخطر ما فيها تسلق الرويبضة ، وإنزواء المبديين ، والشره المادي للشعوب ، والنفاق الديني والسياسي والإجتماعي : فمعظم الناس إن كنت فقيرا إحتقروك ، وإن كنت غنيا أو ذا سلطة نافقوك ، بل وإن كنت منافقا مثلهم قدروك .. وبالتالي فإن الخطر الأكبر سيبقى تخليقي وتربوي إن نجحنا في الحلول الإقتصادية كما ندعو الله تعالى لمغربنا الحبيب ، وإلا فإن الشعوب ستبقى فقط تنافق الأنظمة . وستمزقنا اللوبيات العالمية مستقبلا شر تمزيق لا قدر الله .

إمارة المومنين بين الشورى الإسلامية والديمقراطية العلمانية

الفشل الإسلاموي :

الفشل العلمانوي :

من كوارثنا الشعبوية :

تهميش وإنزواء المبدئيين :

أي مستقبل ؟

فاتحة :

كنت قد قمت ومنذ سنين عديدة بدراسة ميدانية تحت إسم : نحو إنقاد مستقبل أكوراي ، كدراسة مستقبلية الغرض منها ليس فقط إيجاد حلول لما تعانيه الساك...